في ظل التحديات والصعوبات التي تواجه المجتمعات في مختلف أنحاء العالم، ظهر ما يعرف ب ” ريادة الأعمال المجتمعية” ، حيث يشكل رواد الأعمال الاجتماعيون ما نسبته 5% من مجموع رواد الأعمال في العالم. فما هي الريادة المجتمعية؟ وما أهميتها؟ وبماذا تختلف عن ريادة الأعمال التجارية.
تعريف ريادة الأعمال المجتمعية
تعرف ريادة الأعمال المجتمعية بأنها المشاريع المبنية على فكرة ابتكارية تعالج مشكلة موجودة في المجتمع، وتهدف لحل المشكلة أو الحد من أثارها والتخفيف منها وإحداث أثر على مستوى المجتمع.
وقد يكون المشروع الريادي المجتمعي مشروعاً مؤقتاً ينتهي مع انتهاء الأزمة أو المشكلة المجتمعية الموجودة، وقد يكون مشروعاً مستداماً ومستمراً.
وظهرت ريادة الأعمال المجتمعية نتيجة لزيادة المشكلات الاجتماعية الموجودة، مثل: الفقر، اختلاف الأجور، عدم توفر خدمة صحية، أو خدمات التعليم وغيرها.
وتبرز أهميتها في دورها البارز في تقوية العلاقات والمنافع الاجتماعية، واهتمامها في تعزيز القيم المجتمعية مثل حماية البيئة، والمساواة، مما يغير المجتمع ويجعله مكاناً أفضل. كما أنها تعمل على زيادة فرص العمل.
أمثلة على مشاريع ضمن ريادة الأعمال المجتمعية:
- مؤسسات الدفاع عن حقوق الطفل.
- مؤسسات ومشاريع تعنى بإعادة التدوير أو الطاقة الخضراء أو الاستدامة.
- مؤسسات تعزيز الدمج والدفاع عن حقوق الأقليات.
- مؤسسات تعنى بتقديم الرعاية الصحية بشكل شبه مجاني أو مجاني.
- مؤسسات تُعنى بدعم الحرفيين وذوي المشاريع المنزلية.
- مؤسسات تُعني بذوي الاحتياجات الخاصة.
بعد التعرف بشكل سريع على مفهوم ريادة الأعمال المجتمعية، نتساءل الآن حول الفرق بينها وبين بقية مشاريع ريادة الأعمال.
الفرق بين ريادة الأعمال المجتمعية وبقية مشاريع ريادة الأعمال
تختلف ريادة الأعمال المجتمعية عن غيرها من بقية مشاريع ريادة الأعمال من ناحية الهدف وسبب التأسيس، فهي تهدف لتحقيق أثر اجتماعي ومنفعة اجتماعية، أما غيرها من المشاريع فيهدف لتحقيق الأرباح بشكل أساسي، ويقاس مقدار نجاحها بالأرباح المالية التي تحصل عليها، بينما يقاس نجاح مشاريع ريادة الأعمال المجتمعية بمدى تأثيرها في المجتمع.
كما أنها تختلف في طريقة التعامل مع الأرباح فمشاريع ريادة الأعمال تستخدم الأرباح لزيادة رأس المال أو توزريعها على الأفراد، في حين أن مشاريع ريادة الأعمال المجتمعية تستخدم الأرباح وتعيد استثمارها لتحقيق هدفها الاجتماعي.
المميزات والتحديات في مشاريع ريادة الأعمال المجتمعية
لمشاريع ريادة الأعمال المجتمعية عدد من المميزات أهمها:
- سهولة الحصول على رأس المال: فطرح فكرة تستهدف مشكلة ما في المجتمع تسهل من الحصول على رأس المال عند عرضها على الجهات المعنية، كون الاستثمار اجتماعي.
كما أن توسيع شراكات المشروع الريادي المجتمعي مع غيره من الشركات والمؤسسات يتم بطريقة أسهل من غيره من المشاريع. - التوسع والانتشار: في حين أن المجتمعات تتشابه في المشاكل التي تواجهها، ففكرة مشروع ريادي مجتمعي قد يتم تداولها من مجتمع لآخر وتكييفها مع خصوصية كل مجتمع. مما يجعل المشاريع الريادية أسهل في التوسع والانتشار الجغرافي من غيرها من المشاريع.
أما التحديات التي تواجهها فنذكر منها:
- تحديات مجتمعية: فقد تجد المشاريع الريادية المجتمعية صعوبة أحياناً في التفاعل مع المجتمع بسبب العادات والتقاليد، مما يؤثر في فعالية المشروع على الفئة المستهدفة.
كما أن صعوبة قياس الأثر المجتمعي بشكل دقيق أو احتياجه لفترة زمنية طويلة لقياسه، قد يصعب إثبات نجاح المشروع للمستثمرين مما يقلل في بعض الأحيان من الحصول على فرص تمويل في المستقبل. - ضعف البنى التحتية في بعض المناطق: تستلزم بعض المشاريع الريادية المجتمعية وجود بنى تحتية وخدمات لوجستية معينة مثل: الإنترنت والكهرباء، والتي قد تكون غير متاحة أو ضعيفة في بعض المناطق.
- تحديات تتعلق في الموارد البشرية: من الصعب أحياناً الحصول على موظفين في المشاريع الريادية المجتمعية، كون الرواتب أقل مما هي عليه في غيرها من المشاريع أو المؤسسات الأخرى الربحية.
ولهذا نقدم إليكم بعض النصائح في حال كنتم تفكرون في إنشاء مشروع مجتمعي:
- فهم المشكلة المجتمعية: قبل البدء بمشروعكم عليكم دراسة المشكلة المجتمعية التي تسعون لإيجاد حل لها، وتحدثوا مع الفئات المستهدفة لتحصلوا على رؤية واضحة حول احتياجاتهم.
- ابحثوا عن شراكات: ابحثوا عن شركات ومنظمات سواء حكومية، ربحية أو غير ربحية، أو أفراد، تتشاركون معهم الاهتمام في حل المشكلة.
- ابدأوا بخطوات صغيرة مدروسة: لا ضير من بدء مشروعكم بخطوات صغيرة ولكن مدروسة، فهي تمكنكم من اختبار فكرتكم وتطويرها وتحسينها مع مرور الوقت، كما من المهم أن تكونوا مرنين وتغيروا من خطتكم بحسب آراء المستفيدين في هذه المرحلة.
- الاستفادة من التطور التكنولوجي: نحن نعيش في عصر التطور، استخدام منصات التواصل الاجتماعي وغيرها في التسويق بشكل فعال لمشروعكم، والاستفادة من كل ما هو متاح لتطويره، مثل: اللقاءات وورشات العمل وغيرها.
- بناء نموذج عمل مستدام: حددوا خطة لمشروعكم بحيث لا يعتمد فقط على أموال التبرعات أو المنح، حاولوا إيجاد مصادر دخل متنوعة تضمن استمرارية مشروعكم.
في النهاية، ريادة الأعمال المجتمعية فرصة مهمة لتطوير المجتمعات وتحسينها، في حال تم انشاؤها بشكل منظم ودقيق، رغم كل التحديات.
كُتب هذا المقال بقلم سيرين عوض من فريق كلنا أمهات – الموقع العربي لدعم الأم العاملة والتي تطمح للعودة للعمل. www.ummahat.net
قامت ريادة النجاح بترجمة النص للغة الإنجليزية.
شارك المقال