في السنوات الأخيرة، زادت أهمية بناء العلامة الشخصية لأصحاب المشاريع. لاحظنا ظهور شخصيات من مختلف المستويات والقطاعات على مواقع التواصل الاجتماعي في سعي منهم لزيادة الوعي بمشاريعهم وشركاتهم. وقد أضاف ظهور أصحاب المشاريع والمدراء التنفيذيين طابعاً شخصياً ساهم في تعميق العلاقة مع العملاء والجمهور المستهدف. نجد أشكالا مختلفة لهذا التواصل، فمنها المكتوب عبر المقالات والمنشورات ومنها المرئي عبر الصور والفيديوهات ومنها المسموع عبر البودكاست والمقاطع الصوتية.
بناء على الأبحاث، 93% من المسوقين يؤكدون بأن التسويق عبر الفيديو أدى إلى نتائج إيجابية شملت مؤشرات مثل: زيادة في التفاعل والمشاهدات وزيارة الروابط وزيادة الوعي بالعلامة التجارية وزيادة المبيعات.
يرجّح أن تستخدم 89% من المشاريع الفيديوهات كجزء من استراتيجيتهم التسويقية في 2025. وكما هو متوقع، فإن منصة يوتيوب من أكثر المنصات استخداماً للفيديوهات، يليها منصة لينكدإن ثم فيسبوك وإنستجرام.
بناء على استبيان عالمي قامت به منصة ستاتيستا المتخصصة في الإحصائيات، فإن 67% من المسوقين يخططون لزيادة التسويق عبر الفيديو على منصة إنستجرام.
أهمية تسجيل الفيديوهات
تُعتبر الفيديوهات من أقوى أشكال التواصل والتسويق. وفي عصرنا الحالي، لم تعد الفيديوهات رفاهية يمكن تجاوزها، بل أصبحت ضرورة تعزز مصداقيتك وتميز محتواك عن ذاك الذي تم إنتاجه من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
إليكم بعض فوائد الفيديو للأعمال والمشاريع الصغيرة:
- تحسين جهود التسويق:
- زيادة فرص الظهور في محركات البحث
- زيادة معدلات المشاركة والتفاعل من قبل الجمهور - بناء علاقات أقوى مع العملاء:
- إضفاء الطابع الإنساني على العلامة التجارية ليجعلها أكثر قرباً للمتابعين والعملاء
- بناء الثقة والمصداقية
- سرد القصص بشكل أكثر فاعلية من المنشورات النصية والكاروسيل - اكتساب ميزة تنافسية في سوق مزدحم تشابهت فيه الخدمات والمنتجات.
تحديات تسجيل الفيديوهات
يتجنب العديد من الأشخاص الظهور على الكاميرا والفيديو لعدة أسباب، بعضها متعلق بالثقافة والمجتمع وبعضها متعلق بعدم ارتياحهم أمام الكاميرا. لا شك في أن الكاميرا قد تظلم بعض الأشخاص فتظهرهم بشكل مختلف عما هم عليه في الواقع بسبب عوامل مختلفة، مثل الإضاءة أو زاوية التصوير. وقد يعتقد البعض أنهم بحاجة لمعدات مكلفة وترتيبات تقنية معقدة قبل البدء بالتصوير، وهذا يُشكل تحدياً للمشاريع الصغيرة التي لا تمتلك ميزانيات كبيرة.
لذا قمنا في ريادة باستضافة مختصة في التصوير خلال لقائنا في فبراير 2025 لتحدثنا عن كيفية التحضير لتسجيل الفيديوهات الشخصية بأدوات بسيطة مثل الهاتف المحمول والعناصر المحيطة بنا مثل الأثاث واللوحات والإضاءة الطبيعية.
خطوات بسيطة لتسجيل الفيديوهات بميزانية محدودة
إليكم بعض النصائح التي جمعناها من حديث ضيفتنا ومن خبرتنا في العمل على الفيديوهات ومن بعض الأبحاث التي قمنا بها.
- التخطيط للفيديو
قبل التسجيل، ادرس المحيط والزوايا التي تنوي التصوير فيها وضع خطة واضحة. حدد ما تريد قوله وكيف تريد عرضه. كتابة نص مختصر وتحديد المشاهد والأماكن وتسلسلها يساعد في تسجيل فيديوهات منظمة وفعالة.
تأكد من إحضار بعض الأدوات البسيطة التي تعينك خلال التصوير مثل حامل ثلاثي الأرجل لتثبيت الهاتف وتجنب اهتزاز الصورة، بالإضافة إلى ميكروفون لاسلكي لتحسين تسجيل الصوت. إذا تعذر وجود ميكروفون، اختر مكاناً هادئاً لتجنب أي ضوضاء خلفية.
تُعتبر السيارة مكاناً مناسباً للتصوير في النهار من حيث الإضاءة والهدوء ووجود خلفية غير مشتتة (سقف السيارة)، لذا نجد أن العديد من صناع المحتوى يختارون التصوير في سياراتهم. - استخدام الإضاءة الطبيعية
الإضاءة الجيدة ضرورية، لذا يمكن الاستعانة بالإضاءة الطبيعية من الشمس لتجنب تكاليف معدات الإضاءة مع الإدراك بأنه لديك فترة زمنية محدودة للاستفادة منها. قد يكون هذا الأمر أصعب في الشتاء وعند تراكم الغيوم. سجل الفيديو بالقرب من النوافذ أو في الأماكن المفتوحة خلال النهار، وتجنب الأوقات التي تكون فيها الشمس عامودية أو متوهجة حتى لا تتكون ظلال تُفسد المشهد. - استخدام الهاتف الذكي
في البدايات، لن تحتاج إلى كاميرا احترافية لأن الهواتف الذكية الحديثة توفر جودة فيديو ممتازة. قم بتفعيل ميزة الشبكة أو “الجريد” لتساعدك على التموضع بطريقة صحيحة. ميزة “الجريد” في الهواتف الذكية تعني نظام الشبكة الذي يظهر على شاشة الكاميرا عند التصوير. الهدف هو جعلك محور الصورة أو الفيديو، لكن ليس عن طريق التموضع في وسط الشبكة.
تُساعد الشبكة/”الجريد” في تطبيق قاعدة الأثلاث وهي تقنية تكوين مهمة في التصوير لإنشاء صور وفيديوهات أكثر جاذبية وتوازناً. الفكرة الأساسية لهذه القاعدة هي وضع العناصر الرئيسية في الصورة أو الفيديو على طول الخطوط أو عند نقاط تقاطعها، بدلاً من وضعها في مركز الصورة لتجنب المركزية المملة وتشجيع العين على استكشاف الصورة.
الصورة التالية من لقاء ريادة تستعرض كيف تم موضعة العنصر الأساسي (سيدة من الحضور) على الخط الطولي للشبكة وعلى التقاطعات:
لتفعيل الشبكة/”الجريد” على الهواتف الذكية:
هواتف سامسونج: افتح تطبيق الكاميرا، ثم انتقل إلى الإعدادات، وفعّل خيار “الشبكة ” (Grid lines)
هواتف آيفون: افتح الإعدادات، ثم اختر “الكاميرا”، وفعّل خيار “الشبكة ” (Grid) - مراعاة التفاصيل عند تسجيل الفيديو
أثناء التصوير، يٌنصح بترك بعض المساحة حول الرأس وألا يتجاوز حجمك ثلث المساحة الكاملة للفيديو. كما يُنصح بتجنب أي مشتتات في الخلفية، مثل اللوحات التي تتعارض ألوانها مع لبسك أو النصوص والإعلانات التي قد تكون خارجة عن سياق حديثك في الفيديو.
لإضافة عمق للصورة، اترك مسافةً بينك وبين الخلفية. يمكنك أيضا إضافة عمق آخر عن طريق وضع شيء أمامك، مثل حاملة الأقلام، مع الحرص على ألا تطغى هذه العناصر على العنصر الأساسي (أنت).
الصورة التالية تستعرض كيف تم استخدام الشجرة في الخلف والكأس في الأمام لإضافة عمق للصورة:
- تحرير الفيديو
بعد الانتهاء من تصوير جميع المقاطع المطلوبة، انتقل إلى تحرير الفيديو لتعديل الأجزاء التي تحتاج إلى ذلك. يمكنك استخدام ميزات تحرير الفيديو المتاحة على النسخة المجانية لتطبيق كانفا مثلا.
بعد رفع كل المقاطع والصور على التطبيق، يمكنك إضافة المؤثرات والنصوص واللوجو والتصاميم حسب الحاجة. عند البدء بتسجيل الفيديوهات، قد تكون سرعة كلامك بطيئة، في هذه الحالة ستجد الفائدة في ميزة تسريع الفيديو. تصفح التطبيق لتكتشف ميزات أخرى مفيدة واستخدمها إلى أن تصل إلى النتيجة المرغوبة.
بعد الانتهاء من تحضير الفيديو، يمكنك إضافة المؤثرات الصوتية إما عن طريق كانفا أو عن طريق إنستغرام (إذا كانت المنصة التي ستنشر عليها الفيديو).
تصوير الفيديوهات مثل أي أمر جديد في الحياة، البداية تكون صعبة وغير مثالية ولكن مع الوقت والممارسة تصبح أسهل ونتائجها مرضيةً أكثر.
وفي الختام، بالرغم من وجود نصائح عامة تساعدنا على البدء، إلا أن الأمر بحاجة لبعض التجربة قبل الوصول إلى نتائج مرضية. قد يفضل بعض الأشخاص الجانب الأيمن لهم أثناء التصوير وقد يفضل بعضهم الجانب الأيسر. سيتطلب الأمر إعادة التصوير لعدة مرات ومن عدة زوايا إلى أن تصل إلى الترتيب والزاوية التي تناسبك.
تسجيل الفيديوهات أداة فعّالة لتعزيز العلامة الشخصية وبناء علاقة قوية مع العملاء. فالفيديوهات تمكن أصحاب المشاريع من عرض منتجاتهم وخدماتهم بشكل جذاب وأقرب للواقع. كما أنها تساعد في بناء علاقة أقوى مع العملاء من خلال محتوى مرئي يُظهر الجودة والمصداقية.
باتباع النصائح البسيطة أعلاه، يمكن لأصحاب المشاريع تسجيل فيديوهات مميزة بميزانية محدودة ليكون لها عائد إيجابي على تطوير مشاريعهم وعلاقتهم مع جمهورهم المستهدف.
يمكنك مشاهدة لقطات سريعة من لقاء ريادة على حسابنا على إنستجرام والذي تناول هذا الموضوع.
شارك المقال




